أين تذهب هذا العيد ؟ على اختلاف الأماكن وتنوعها حاول جاهداً وبكل سعادة أن تصل لقلب فقير بصدقة يتبعها قول طيب جميل .. هذا مكان في الد...
أين تذهب هذا العيد ؟ على اختلاف الأماكن وتنوعها حاول جاهداً وبكل سعادة أن تصل لقلب فقير بصدقة يتبعها قول طيب جميل .. هذا مكان في الدنيا جميل وفي الآخرة هو الأجمل .. وإذا لم تستطع أنت فعل ذلك بنفسك وشخصك فاجعل من ينوب عنك في ذلك واحرص على أن توصى بإيصال ما تقدمه للأشد احتياجاً .. لأسرة عائلها سجين أو متوفى أو فقراء أو مهاجرين .. سيكون جميلاً لو جمعت من أصدقائك وأحبابك ولو القليل .. القليل بالنسبة لآخرين في حاجة كثير جداً .. ولا تكتفي بعمل الخير وحدك .. عليك أن تحث غيرك على فعله ليصلك ثواب كل صدقة تخرج في سبيل الله والمستضعفين والفقراء .. وأبشر بدعوة فقير أو مظلوم وأبشر بثوابٍ من الله عظيم .. واعلم أن إسعاد الآخرين هو أحد الطرق الأشد إسعاداً لنا وذلك لما فيها من عنصر العطاء القلبى الخالص الذي يرتفع بنا عن همومنا الدنيا والدنيئة ويأخذنا إلى الإحساس الكريم العالي بأصولنا الإنسانية بما هى عليه من ضعفٍ ومن قوةٍ .. الصدقة هى أكثر من كونها مالٌ نعطيه لمن يحتاجه .. إنها تذكرةٌ كبيرة بما نحن عليه من فقرٍ إلى الله .. إننا بصدقاتنا إنما نتصدق على أنفسنا ابتداءً ونقدم لأنفسنا العون على الإرتفاع عالياً لقيمةٍ وقمةٍ إنسانية تتصل بفطرتنا كبشر من الميلاد إلى الممات في احتياج .. لتذهب أنى شئت ولكن لنحرص جميعاً على استعمال وقت العيد استعمالاً يقوم من أخلاقنا ونحن نمد يد العون لأنفسنا في الآخرة ولغيرنا في الدنيا ولنتذكر أن المال إنما هو مال الله وأنه هو الذي أفقر غيرنا وأغنانا وقد نكون لا نستحق ما لدينا وغيرنا الأحق به وله في ذلك سبحانه الحكمة البالغة فليكن عطائنا هو شكرنا العملى لنعم الله علينا ولا يبخلن أحدٌ منا على نفسه برسم البسمة على وجه فقير .. والله الغنى ونحن الفقراء والله القوى ونحن الضعفاء .. وختاماً إذا لم تكن أعيادنا أعياد انتصارات فلنجعلها أعياد رحمات وهذا انتصار على شح النفس عظيم .
____
محمد مرشد
التعليقات