بين السماء والأرض كان حلم لبناء : أسانسير أو مصعد أو سلم أو جسر أو برج .. أو سميه ما شئت .. الموضوع شيق وممتع وأصبح حقيقة .. سوف أروى بعض ...
بين السماء والأرض كان حلم لبناء : أسانسير أو مصعد أو سلم أو جسر أو برج .. أو سميه ما شئت .. الموضوع شيق وممتع وأصبح حقيقة .. سوف أروى بعض تفاصيلها فى السطور القادمة .
صورة من بداية إنشاء المشروع
مصعد الفضاء هذا :
هو هيكل عملاق من الأرض إلى السماء لنقل المعدات الثقيلة والناس أيضاً إلى الفضاء بدلاً من استخدام الصواريخ الفضائية أو المركبات الفضائية أو سفن الفضاء .
وتكون قاعدة هذا المصعد قريبة جداً من خط الإستواء وينطلق إرتفاعها نحو الكوكب المراد الوصول إليه وهو المريخ ..
لأنه أقرب كوكب يمكن الوصول إليه والإستقرار فيه ومنه إلى المدارت او الكواكب الأخرى بوسائل أخرى .
هذا المشروع كان حلم قديم اقترحه وقدمه قسطنطين تسيولكوفيسكى عام 1895..
وكان مشروعه عبارة عن بناء برج هوائى كبير من الأرض إلى السماء للإنتقال منه إى كليهما .. ويكون هذا البرج متزامن مع مدار الكوكب المراد الوصول إليه بتثبيت قاعدة البرج فى الأرض وتشييده وتوثيقه بأحبال قوية ومتينة ترفع الهياكل وتخفضها من الأرض إلى السماء والعكس .
من بداية تقديم هذا المشروع العملاق وهو تحت الدراسات والأبحاث التى لم تكف منذ تاريخ إنشاء الفكرة إلى يومنا هذا ..
وأطلق على هذا البناء العملاق أسماء كثيرة ومنها :
السلالم الفضائية ، المصاعد الفضائية ، الجسور الفضائية ، عيدان الفاصوليا ، الأبراج المدارية ، المصاعد المدارية ، الصنارة الفضائية ..
عرف جمهور كبير من الناس عام 1979 هذا المشروع بعد نشر رواية عنه ..
إسماها ينابيع الجنة وكاتبها آرثر كلارك ..
والذى وضح فيها دور المهندسن والعاملين فى بداية هذا المصعد العملاق على رأس قمة الجبل فى الجزيرة الخيالية ..
( وفى الحقيقة انتقل المشروع إلى جنوب خط الإستواء ) .
ورواية " الشبكة بين العالمين " لــ تشارلز شيفيلد .. يحكى فيها عن مصعد الفضاء ..
وفى رواية أخرى بعنوان المريخ الأحمر لــ كيم ستانلى روبنسون عام 1993 .. يتحدث فيها عن :
مستوطنون أرضيون يبنون مصعداً إلى المريخ ويستعمروه
وأن هذا البناء سوف يزيد من عدد مستعمرين كوكب المريخ
حيث يتم التعامل مع سطح المريخ فى الوصول إليه ومغادرته كأنك تصل إلى بلد وتعود منها .
وتأخير بناء هذا الصرح العملاق كان بسبب نوعية الأحبال التى تتحمل الصعود والهبوط وكلما زادت التقنيات وتوسعت معرفة العلوم تعجز التقنيات الحديثة عن وجود هذه الأحبال التى تتحمل تلك المسافات الهائلة والمعدات والهياكل التى ستنقل فى هذا المصعد ..
وفى رواية ينابيع الجنة لآرثر كلارك كان طموحه ذو تكنولوجيا عالية جداً حيث وصف لمخيلة العامة من الناس بشكل تقنى لا يصدق
عن هذه الحبال القوية المتينة المصنعة من الكربون وتتمركز طرف منها فى الأرض والأخر بمتد ويثبت فى المدار الثابت بالنسبة للأرض ..
والآن فعلاً مجموعة كبيرة من العلماء اليابنيون أقروا بأنهم مستعدون لبناء هذه الأحبال المصنوعة من الكربون وإسمها نانو تيوب
وبالفعل تم بداية تنفيذ المشروع
وهى تعد من الحيث قوتها أكثر بعشرة أضعاف من قوة الفولاذ وهى ستكون رفيعة جداً ومتينة وأقوى من الفولاذ نفسه .. ومن ضمن ما قالوه أنهم قادرون على الإنتهاء من تنفيذه بأسرع وقت وبأقل تكلفة ممكنة .. وسيتم فعلاً نقل بضائع وعربات ثقيلة ومعدات وهياكل ومواصلات للناس بطاقة خفيفة أقل من الطاقة الجبارة الموجودة فى الأستخدام للصعود إلى الفضاء ..
علوم التكنولوجيا الحديثة جعلت هذا المشروع الجبار حقيقة .. حيث تقدم فنانو بناء المصاعد
فى مسابقات دولية لاختيار الشكل النهائى الذى سيتفق على استخدامه فى البناء .. وهذه المسابقات لتقديم رسومات للمصاعد كانت فى عام 2010 ..
وقامت اليابان بالفعل بتذليل كل العقبات الخاصة بالحبال ..
وهى مصنوعة من ألياف الكربون التى تزيد قوتها 160 ضعف الحديد الصلب ..
وبلغت تلكفة تصميم هذه الحبال وتشييد المصعد الفضائى بحوالى ترليون ين يابانى يقدر بحوالى 10 مليار دولار .
د. أمانى سيف الدين الأزرق
التعليقات