مرض السرطان : أسبابه و طرق علاجه

يعد مرض السرطان من الأمراض الخطيرة التى تجتاح البشرية فى عصرنا هذا، وتكمن خطورة مرض السرطان فى عدم معرفة الأسباب الحقيقة وراءه أو وجود علاج جذرى له

يعد مرض السرطان من الأمراض الخطيرة التى تجتاح البشرية فى عصرنا هذا، وتكمن خطورة مرض السرطان فى عدم معرفة الأسباب الحقيقة وراءه أو وجود علاج جذرى له، كما أن سرعة انتشاره كبيرة جدا و يصعب السيطرة عليه.

والسرطان عبارة عن إنقسامات متتالية للخلايا نتيجة وجود خلل فى جينات الخلية، وتكون هذه الإنقسامات عشوائية و كبيرة جدا وتجتاح أعضاء الجسم ومراكزه المهمة. وكلمة السرطان ليست كلمة علمية أو طبية وإنما الكلمة العلمية هى ورم خبيث.

أنواع الأورام

الورم حميد

إن الورم الحميد فى حد ذاته ليس خطير ولكن خطورته تكمن فى أنه يمكن أن يتحول الى ورم خبيث، ويختلف الورم الحميد عن الخبيث فى الشكل وطبيعة الخلايا، حيث أن الورم الحميد: 

• يكون منشأه من خلايا الجسم الطبيعية والخلايا المنقسمه تشبه خلايا العضو الموجوده فيه
• يكون حجمه أقل من حجم الورم الخبيث
• سرعة نموه وإنتشاره أقل من الورم الخبيث
• ينمو عن طريق التمدد ولا يتغلغل فى أنسجة الجسم الأخرى , فلا يحدث أضرار فى النسيج أو موت خلاياه
• عادة ما يكون فردى فلا نجد أكثر من ورم حميد فى نفس المنطقة
• يكون واضح المعالم و الحواف تكون ظاهرة و محاط بغشاء يعمل على عدم تمدده أكثر
• عدم وجود نزيف أو خلايا ميته بداخل الورم الحميد
• اذا أزيل الورم الحميد فإنه لا يرجع مرة أخرى بعكس الورم الخبيث

مشاكل الورم الحميد

فى العادة فإن الأورام الحميدة ليست خطيرة إلا إذا ظهرت فى عضو حساس مثل المخ أو القلب:

• يمكن أن يسبب انسداد معوى اذا ظهر فى الأمعاء
• الأورام الحميدة الكبيرة يمكن أن تضغط على ما حولها من خلايا فتسبب ضمورها
• يمكن أن يتحول الى ورم خبيث وهذه تعد أخطر مشاكله

 الورم الخبيث

إن الورم الخبيث يعد من أكثر الأمراض خطورة وهو المعروف بالسرطان، وقد سمى بالسرطان لأنه يتغلغل فى خلايا الجسم بصورة كبيرة ويأخد شكل سرطان البحر.

وتكمن خطورة الورم الخبيث فى أنه :

• خلايا الورم مختلفة عن خلايا العضو الموجودة بداخله، حيث يمكن أن نجد خلايا معدة فى المبيضين مثلا.
• سرعة نموه كبيرة جدا ويصل الى أحجام كبيرة فى وقت قصير.
• ينمو عن طريق اختراق و تكسير الخلايا المجاورة والأنسجة.
• يصعب التعرف عليه بالعين المجرده أو الفحص الفزيائى.
• غير محدد الملامح أو الحدود حيث أنه يخترق الأنسجة المجاورة.
• وجود نزيف و خلايا ميتة بداخل الورم.
• غير محاط بغشاء ولذلك فإن سرعة نموه كبيرة وقدرته على اختراق الأنسجة كبيرة أيضا.
• ونتيجة للإنقاسامات السريعة المتتالية فإن الخلايا السرطانية تكون غير مرتبة، لها شكل غريب، ذى نواة كبيرة أو أكثر من نواة، العضيات الخلوية تكون قليلة جدا.
• يمكن للورم الخبيث أن يرجع مرة أخرى بعد استئصاله.

مشاكل الورم الخبيث

• يمكن للورم الخبيث أن يحدث نفس مشاكل الورم الحميد، ولكنها تكون أكثر خطورة نتيجه سرعة انتشاره و انقساماته السريعة وسرعة تكسير الأنسجة المجاورة .
• الأنيميا : نتيجة النزيف و تكسير النخاع العظمى .
• خمول و ضعف عام فى الجسم وضمور العضلات .
• الإصابة بالعدورى و تسمم الدم .
• فشل العضو المحتوى على الورم مثل : الجهاز العصبى والمخ، الكلية، القلب، الكبد، والرئتين .
• الألم المبرح .
• ضعف كبير فى الجهاز المناعى. 

أنواع الورم الخبيث 

ورم مصدره النسيج الطلائى

هو عبارة عن ورم يخرج من الأنسجة الطلائية فى الجسم مثل الجلد،  النسيج المغلف للمعدة والأمعاء و نسيج المثانة البولية .

وهذا النوع يحدث فى السن الكبير والمتوسط ونسبة الشفاء منه كبيرة حيث أن نموه بطئ بالنسبة للنوع الأخر من الورم الخبيث، ولا يحتوى على خلايا ميتة أو نزيف وفى الغالب يكون صغير الحجم ويعالج بالإشعاع .

ورم مصدره النسيج الضام أو خلايا النخاع العظمى

هو عبارة عن ورم يحدث فى الغالب فى النخاع العظمى، ويؤدى الى تدميره . وهذا النوع يصيب السن الصغير، و نسبة الشفاء منه قليلة لأنه سريع الإنتشار وحجمه أكبر ويخترق الخلايا والأنسجه بسرعة، ولا يستجيب للإشعاع ولذلك فنسبة تحسنه قليلة .

طرق انتشار الأورام

1. الإنتشار المباشر الى الأنسجة المجاورة .
2. الإنتشار البعيد الى الأعضاء والأنسجه البعيدة عن مصدر الورم وهذا الإنتشار له نوعان :
1. عن طريق الأوعية اللمفاوية : يمكن لخلايا الورم أن يخترق الوعاء اللمفاوى و ينتشر عبر الوعاء الى أقرب عقدة لمفاوية ومنها ينتشر الى الدم ثم الى أعضاء الجسم الأخرى، وهذا النوع من الإنتشار شائع فى سرطان النسيج الطلائى . 
2. عن طريق الدم : هذا النوع من الإنتشار شائع فى سرطان النسيج الضام ، وله طريقتان:
1. إما ان يخترق الورم جدار الوعاء الدموى مباشرة و ينتشر فى الدم ومنه الى أعضاء الجسم المختلفة
2. أو أن يخترق الورم جدار الوعاء اللمفاوى ثم يصب مع السائل اللمفاوى فى الدم فينتشر فى الدم ومنه الى الأعضاء المختلفة .

وفى الحالتين فإننا نجد فى العضو المصاب نسيج سرطانى ليس من أصل العضو وخلاياه من أصل عضو أخر .

العوامل المؤثرة على تحسن الورم

• السن : بعض الأورام نسبة شفاءها أكبر فى السن الصغير مثل سرطان الغدة الدرقية، وبعضها تتحسن أفضل فى السن الكبير مثل سرطان الرئة .
• الجنس : سرطان القولون والكبد يتحسن فى الإناث بنسبة أكبر من الذكور، وعلى العكس فإن سرطان الرئة يتحسن فى الذكور عن الإناث .
• نوع السرطان : السرطان الذى أصله النسيج الطلائى يتحسن بصورة أكبر من سرطان النسيج الضام .
• مكان السرطان : السرطان الخارجى مثل سرطان الجلد يكون سريع التشخيص عن السرطان الداخلى مثل سرطان المخ وبالتالى نسبة شفاءه أكبر .
• قوة جهاز المناعة : إن بعض خلايا المناعة لها القدرة على التعرف على السرطان ومهاجمته و موت خلاياه، فكلما كان جهاز المناعة افضل كلما زادت نسبة التحسن .

أسباب الإصابة بداء السرطان

حتى الأن لم يستدل على سبب قاطع لحدوث السرطان، و لكن هناك عوامل مؤدية الى حدوث خلل جينى فى الخلايا يجعلها تنقسم بصورة مرعبة، وهذة العوامل منها :

• عوامل كيمائية : التعرض لبعض المواد الكيميائية بصورة منتظمة يمكن أن يؤدى الىحدث سرطان مثل :

1. الزرنيخ : الذى يتسبب فى حدوث سرطان الجلد .
2. النيكل و الكروم : الذين يؤدون الى سرطان الرئة .
3. صبغات الأزو : التى تستخدم فى الألوان الصناعية للطعام تؤدى الى الإصابة بسرطان الكبد .

• عوامل فيزيائية : تؤدى هذه العوامل الى تغيير مباشر فى DNA الخاص بالخلايا و تحفز الجين المسؤول عن الإنقسام مثل :
1. الأشعة فوق البنفسجية : و التى تؤدى الى سرطان الجلد 
2. الإشعاعات المتآينة مثل اشعة X ,  العلاج الإشعاعى ، المواد المشعة ، القنابل النووية ، والتى تؤدى الى الإصابة بسرطان النخاع العظمى ، سرطان الدم و سرطان الغدة الدرقية .
• عوامل فيروسية : مثل فيروس الكبد الوبائى ، وتعمل على تغيير مباشر فى DNA و RNAللخلايا .
• عوامل هرمونية : عادة ما تكون هذة العوامل خاصة بالهرمونات الجنسية ، حيث أن سرطان الثدى يعتمد بصورة واضحة على هرمون الأستوجين ، وسرطان البروستاتا يعتمد بصورة كبيرة على هرمونات الذكورة .

طرق العلاج

تتمثل طرق علاج السرطان الموجودة حاليا فى طريقتان :

• إما بالإستئصال الجراحى : وهذا يتم عادة فى السرطانات الواضحة الغير منتشرة .
• العلاج الكيماوى أو الإشعاعى : وهذا هو الغالب فى علاج السرطان حيث تعمل هذة الإشعاعات على موت خلايا السرطان.

---------------------------

كتابة : د/ إسراء محمد الحلواني