يوجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الصلع وبالتالى فإنهم يلجئون إلى عمليات زراعة الشعر ، وفى هذا المقال نبذة عن تاريخ زراعة الشعر ومراحل تطورها.
يوجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الصلع وبالتالى فإنهم يلجئون إلى عمليات زراعة الشعر ، وفى هذا المقال نبذة عن تاريخ زراعة الشعر ومراحل تطورها.
هناك العديد من الأسباب التى من الممكن أن تؤدى الى فقدان الشعر ، وتكون تلك الأسباب أسباب وراثية أو سوء تغذية ، أو عدم الاهتمام بالشعر جيدا ، أو التعرض لحادث معين أو الإصابة بالحروق.
ومن الجدير بالذكر أنه يوجد العديد من الرجال والنساء الذين يعانون من الصلع الذكوري (الصلع الذكوري هو عبارة عن تساقط الشعر بشكل وراثي وهذا لأسباب وراثية أو يكون مرتبط بالاندروجينات).
ولا يقتصر تساقط الشعر على شعر الرأس فقط ولكن أيضا يرتبط بشعر الحاجب واللحية، وهناك أيضا أمراض أخرى تسبب في تساقط الشعر مثل مرض الثعلبة (يعانى العديد من الأشخاص من مرض الثعلبة وهو عبارة عن نقص المناعة الذاتية ، وهذا المرض يؤدى الى تساقط الشعر فى منطقة من فروة الشعر وتبدو هذه المنطقة وكأنها قد أُصيبت بالصلع)، ومن الأمراض الأخرى التى تسبب فى تساقط الشعر هى الهرمونات أثناء فترة الحمل أو أخذ أدوية لتحديد النسل)،و أيضا مرض الغدة الدرقية ،وقد يسبب الإجهاد الى تساقط الشعر وسوء التغذية ، وتساقط الشعر يؤدى إلى عدم الشعور بالراحة وعدم الثقة بالنفس.
كيف تم البدء فى عمليات زراعة الشعر وما هو تاريخ زراعة الشعر ؟
إن الله سبحانه وتعالى جعل فينا عادة حب الجمال غريزة طبيعية ، وهذا لأن الله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال ، من منا لا يريد أن يصبح جميلاً ،أو يزيد من جماله ؟ ومن المعروف أن أكثر الأشياء التى تتطور بصورة كبيرة وأصبح لها موضات عديدة هى تسريحات الشعر ، ولذلك إن الذين يعانون من تساقط الشعر أو من الصلع فهم يشعرون بالإحراج ويواجهون المشاكل ، وتُعد مشكلة الصلع وتساقط الشعر من أكثر المشاكل التى يواجهها المرء ، وفى هذا المقال سوف نتعرف على تاريخ زراعة الشعر ، ومتى كانت أول عملية لزراعة الشعر.
عند ظهور مشكلة تساقط الشعر ،كان الناس قديماً يلجأون إلى الأعشاب والنباتات الطبيعية ، وهذه الأعشاب تساعد على تقليل تساقط الشعر ،ولكنها لا تقوم بحل المشكلة نهائياً، ولذلك قد بدأ الناس فى البحث عن حلول أكثر تطوراً لمشكلة تساقط الشعر، ومنها زراعة الشعر.
- يرجع تاريخ زراعة الشعر فى العصر الحديث إلى القرن الماضى ، وبالتحديد فى ثلاثينيات القرن الماضى ، أثناء حروب اليابان فقد الكثير من الجنود شعرهم ؛ وكان هناك دكتور جلدية يابانى مشهور يدعى"الدكتور أولدوا " قام بعملية زراعة الشعر لأكثر من 200 شخص قد أصيبوا بضرر بسبب الحروب في اليابان.
- كانت عملية زراعة الشعر عبارة عن أخذ شرائح صغيرة من فروة الرأس و زراعتها فى مناطق فروة الرأس والحواجب والشارب ، وقد نجحت تلك العملية وأصبح الشعر المزروع يستمر فى النمو.
- من الجدير بالذكر أن هذه العملية قد استخدمت فقط لعلاج الصلع المكتسب ، والناتج عن الضرر الناتج من الحروق ، ولكن بالرغم من ذلك قد تم استخدامها أيضا فى معالجة الصلع الوراثى ، وقد استخدمت تلك العملية فى الولايات المتحدة في عام 1959.
- يجب القول أن عملية زراعة الشعر ، لم تقتصر فقط على زراعة شعر فروة الرأس ، ولكن قد استخدامها لزراعة الشعر لمناطق أخرى مختلفة من الجسم ، وهناك تقارير تفيد بأنه تم استخدام هذه العملية لزراعة مناطق أخرى من الجسم فى اليابان وهذا فى الفترة ما بين (1940_1950) ، ولكن لم يعرف العالم عنها ، لأنها كانت مكتوبة باللغة اليابانية ولم يكن لها ترجمة.
تاريخ أول عملية زراعة الشعر
- تطلع الكثيرون لزراعة الشعر عند ظهور الطب التجميلي وكانت أول محاولة لزراعة الشعر عند الإنسان منذ قرنين تقريباً، ولكن لا توجد اى معلومات عن نتائج تلك المحاولة، لأنه لم يكن هناك توثيق لمثل تلك العمليات ، ولكن بدأ التوثيق لعمليات زراعة الشعر في منتصف القرن الماضى ، ولكن حتى تلك الفترة لم يكن الاهتمام موجها الى توثيق مثل تلك العمليات.
- يرجع تاريخ توثيق أول عملية لزراعة الشعر فى ألمانيا فى عام 1822 م على يد طالب في كلية الطب يدعى"ديفين باش" أستاذه الذى يدعى "البروفيسور دوم اتجر" حيث قام ديفين باش الطالب الجامعي فى كلية الطب بمساعدة معلمه بنقل الشعر من شخص إلى شخص آخر ، وقد نجحت هذه العملية ، وقد تم في البداية تجربة تلك العملية على بعض الحيوانات وبعد ذلك تم تجربتها على بعض المتطوعين من البشر، وقام ديفين باش بمساعدة معلمه أثناء التجربة على البشر بأخذ قطعة من فروة الشعر ووضعها فى المكان المصاب، وقام ديفين باش بكتابة تقرير هذه العملية وكان يحتوي على آراء وتطلعات معلمه البروفيسور دوم أتاجر فى إمكانية علاج الصلع بشكل نهائي ، وقد نشرتها إحدى المجلات.
تاريخ زراعة الشعر
تم الذكر فى المجلة العلمية الأمريكية "ساينس ادفانسيس" أنه يوجد خبراء يابانيون تمكنوا من عمل أول تجربة لزرع جلدة على الفئران ، وتتمتع الجلدة بخلايا قادرة على العمل بوظائف طبيعية ، وكان رئيس البحث يدعي"ريوجي تاكاجي" من جامعة طوكيو للعلوم، وقد صرح بأنه تم التأثير مخبريا على خلايا جذعية للفئران ، وذلك من أجل استنبات جزيئات نسيج ثلاثية الأبعاد ، كما أنه تم التأثير على الخلايا الجذعية الجنينية ، وهذا أدى إلى بناء طبقات من خلايا الجلدة ، وجريبات شعرية وبنية الجلدة.
والجدير بالذكر أنه تم إجراء أول عملية لزراعة الشعر فى اليابان وذلك في عام (1943 م / 1361 هـ) ، وقد تمت عملية زراعة الشعر تلك باستخدام طعوم(بصيلات شعر) صغيرة ، وتحتوي تلك الطعوم الصغيرة على 1_3 شعرات ، وقد تمت تجربتها على الإناث فقط.
والجدير بالذكر أنه لم تتم تجربة عملية زراعة الشعر فى اليابان فقط بل أيضا فى الغرب ، وقد تم اجراء اول عملية فى الغرب فى منتصف الستينات من القرن الماضى ، وقد تمت عملية زراعة الشعر تلك عن طريق استخدام شعر من نفس الشخص، وقد تم اقتطاف بصيلات الشعر وزراعتها ، ومن الجدير بالذكر انه قد تم نمو الشعر ولم يتعرض للسقوط ،وقد تم ذكر هذا الحدث فى بعض المجلات الامريكيه بأنه نجاح ساحق، ويقال بأن الدكتور "نورمان أورنتريك" من أوائل من قاموا بإجراء عملية زراعة الشعر.
التطعيم التقليدي
تم الاستمرار فى تجربة عمليات زراعة الشعر للحصول على نتائج أفضل ، وتم استخدام بعض التقنيات الآخرى والتي أثبتت نجاحها بشكل عام ، ومن هذه التقنيات التطعيم التقليدي وهذه التقنية كانت تُستخدم فى أوائل الثمانينات باسم(التطعيم التقليدي) وتشمل تقنية التطعيم التقليدي استئصال رقعة مستديرة من فروة الرأس وهذا عن طريق استخدام اسطوانية تحتوي على الطعوم بشكل عام ما بين(20_30 شعرة) والطعوم المفردة تكون بقطر يصل الى (4 مم) ، وكانت عملية زراعة الشعر تستطيع زراعة من (50_100)بصيلة فقط فى الجلسة الواحدة.
وكان الناتج أنه ظهرت فراغات كبيرة بين الطعوم المزروعة ، وهذا أدى الى تشوه مبدئى بعد عملية زراعة الشعر ،بالإضافة إلى أنها تجعل المنطقة المزروعة تظهر كأنها رأس دمية مع خط شعر غير طبيعي. وكان يوجد مشكلة أخرى وهي أنها كانت تسبب بالتلف المفرط المنطقة المانحة للشعر ، حيث مؤخرة الرأس تعتبر هى المنطقة المانحة الرئيسية، وتتعرض للجروح مما أدى الى تشويهها.
ولكى يتم تعويض هذا الشكل الغير طبيعي كان يتم ملء الفراغات الموجودة بين الطعوم فى جلسات زراعة شعر أخرى ، ولكن كان المرضى يشعرون بالإحباط لأنهم كانوا لا يحصلون على نتائج مرضية.
طريقة الطعوم الصغيرة و الطعوم الدقيقة
مع زيادة الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر وحاجتهم إلى عمليات زرع الشعر ، تم التطوير فى هذه العمليات وبدأ بصيص من الأمل فى الظهور ، لقد استمرت التجارب على عمليات زراعة الشعر وقد تم تطويرها ،الى أن توصلوا الى طريقة تدعى(بالطعوم الصغيرة والطعوم الدقيقة) وهذه الطريقة كانت تتم عن طريق أخذ شريحة من الرأس وهذه لا تؤدى الى ظهور ندبات كثيرة ، ولكن يسبب ندبة واحدة رفيعة فقط ، حيث يتم بعد ذلك تقسيم هذه الشريحة إلى عدد من الرقع مختلفة فى الحجم ، ثم يتم المزج بين الطعوم ذات الأحجام المختلفة ، ولكن كان لديها عيب واحد وهو التلف الذي كان يصيب البصيلات بعد عملية زراعة الشعر.
زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف _ زراعة الشعر بتقنية الشريحة
تم الاستمرار في محاولات تطوير عملية زراعة الشعر ، حتى أصبحت زراعة الشعر عن طريق تقنية الشريحة ، وهذه الطريقة عبارة عن أخذ شريحة رفيعة من الجلد من مؤخرة الرأس ، ويتم بعد ذلك إستخراج منها ما يراد من الشعر وزراعته فى فروة الرأس ، وتم تقديم عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف فى سنة (2003) وقد أصبحت هذه الطريقة مستخدمة بصورة كبيرة وبشكل سريع، وقد لجأ الكثير من الأشخاص لإجراء عمليات زراعة الشعر باستخدام طريقة الاقتطاف.
ولم تتوقف التجارب على عمليات زراعة الشعر عند هذا الحد ، ولكنها مستمرة حتى الآن ، مع أمل تحقيق أفضل النتائج.
التعليقات